نهاية حقبة جميله

النورس والبيلسان (11)



بالأمس كانت هناك شجرة بيلسان أتفيأ بها
مررتُ هناك حيث كانت تنتشر على مساحة
تظلل أصولها وجذورها وفروعها
ماذا أرى البيلسانة تدلت أغصانها تحتضن بعضها
لم أكد أصدق نفسي . هل هي التيكانت بالأمس هنا
أم آلت إلى الأفول . حاولتُ إحياء ما فيها من الحياة
لكن دون جدوى .دعوتها لحوار نودع بعضنا
لأنني عزمت الرحيل . سألتها هل سيزعجكِ رحيلي
صمتت دون ردٍ , قلت أريد أن أودعك أيتها البيلسانة
أنا لن أنسى ذكرياتي معكِ من خلال حوارنا حولنا
أيصال أفكارنا للناس لتتعلم من خلال أفكارنا وسلوكنا
نحن معشر النبات والطيور . واستمرت بالسكوت
شرعت ألقي بعض أبيات من الشعر لعل يحي ما تقادم من الزمن
أيتها البيلسانة
بتُّ أسرح بين الروابي والوديان والبراري
شردتُ تائهاً بلا دليل بلا الليلِ حتى النهار
هويتُ مؤخراً لم أجزع حتى من الضواري
قلتُ لنديمتي الهوى بيننا لكِ حقُ الإختيار ِ
عندما العاشق يعطي لا يحسب أيُن المعيار ِ
أهوالهوىقد أتعبك ِبتِّي بلا يمينٍ ويساري
حزمت حقائب عشقي ألقيتها في الأنهار ِ
لمْ أدر ِيوماً من هويتها تنعتني لست داري
كضمتُ نعتي واعتزلتُ جزعاً وانهياري
يامن احتضنتُ ودها لم تقدر لي أشعاري
اعتزلتُ الشمسَ واخترتُ الصمت بلا حوار ِ
أهي السنون أخذت مني لا أميز الغدار ِ
مظللتي فتحتِ شهيتي تجاوزتُ أرجواعتذاري
كلمات أودعتها في ظلكِ لم أتعود الإنكارِ

النورس الحزين

نعيم كمو- ابو نضال