بحيرة لا تجف مياهها بمناسبة عيد الحب

عندما أقول أعني ما أقول
بحيرة تذرف دموعاً وعلى من ؟
لم أدر ِ يوماً انها تحمل ذلك القلب الطيب
ولا تنسى الصداقة رغم حداثتها
أرسيت عواميد خيمتي قرب ضفافها
وزرعت بذور الوفاء حول البحيرة
غُرست ِ الذكريات في ذهني
كلمات تناثرت بين أمواج الأثير
تفاعلت مع الحنان
وأيقظت الوجدان
إنها البجعة الوليفة
احتوت أشجان الزمن وتسامت فوق الجروح
وقفزت فوق الأزمات
خاضت معارك الحياة منفردة
بجعة ترسم من حركاتها تعابيراً تنمُ عن الوفاء
تحتفظ بالإخلاص والمودة
أعزفِ أيتها الأوتار لحناً
أيقظ البجعة من سباتها
حلم كالكابوس حاصرها
تراءى لها أن باني الخيمة قد رحل
وبلا عودة
وغص الشهيق في رئتيها
وانسابت العبرات من مقلتيها
لفراق الشيخ
أنيسُ الطيور وبائع العرفان والحب والحياة
عبرات ساخنة حرقت مآقيها
واحمرت الجفون
عبر أمواج الحزن والرعب المحيط
استفاقت البجعة من الوسن
وراحت تستدرك بتحليل الأحلام
أي كابوس كان
هل هي الحقيقة تباً لها
أم أنَّ الوداعة الراسخة في ضمير البجعة
تأوهتْ وصوت أمواج البحيرة هدأتْ من روعها
هبّت ِ البجعة تصرخ
لالالا
لن يُترْجم َ الحلم كمآسي
وعادت تعزف بحيرة البجع
والتمت حولها ملائكة الرحمة
رسمت البسمة على شفاه البجعة
وأيقنت أنه كان كابوساً
ماذا يعني هذا ؟
ماذا يعني هذا. أليسَ أنَّ البجعة في قمة الإخلاص
وبيدر من الوفاء والحنان
آه ٍ أيتها البجعة الوفية والصادقة
أنت ِأقنوماً من أقانيم الوداعة
أكتبُ وأكتبُ وسأكتبُ
أنني كتلة من الوفاء للصداقة النقية
وسأخلد ذكرى دموعكِ بين ضلوعي
أيتها السماء أمطر ِ الرحمة وشدّي أزرَ البجعة
واجعل ِ الصفاء يخيم على العالم
أيها البدر المرافق لنا
أمدد يدك لنتصافح
ونجزُّ جذور الكره والحقد من النفوس الشريرة
ونغزل من خيوط أشعتكَ حكايات الحب
وها قد اقترب عيد الحب
حبُ المرأة الوفية للرجل الصادق
حب الأبناء للوالدين
حب الأشقاء والشقيقات
حب الخير للناس
حب الناس للحياة
حب الوطن
هما حرفان لا يرقى لهما الشك
ولكم من شيخ البحيرة كل الحب
وكل عام وأنتم جميعاً مسربلين بالحب
أتمناه قيداً لا ينفك
تحيتي ومحبتي
وتقديري لدموع البجعة
التي أغرقتني بعطفها وإنسانيتها وبراءتها
نعيم كمو أبو نضال