الزمن والحركة
الزمن المقصود منه مقاييس الأوقات كالساعة واليوم والشهر والسنه
وسرعة دوران الأرض حول الشمس وحول نفسها ما زالت كما هي
مراحل التحولات التاريخية الإقتصادية تتغير معها سلوكية الإنسان
وتصرفاته العقلية والسلوكية مرتبطةٌ بالتحولات الإقتصادية , لآن
الإقتصاد هو من يحركُ الفكر لتأمين الحاجات المادية للبشر
سلوك الإنسان في عهد السيد المسيح ليس كسلوكه الآن لأن مرحلة
العبودية كانت سائدة في ذلك العصر , لذا كان الأمر يقتضي سنُ
قوانين تناسب طبيعة المرحلة الإقتصادية . واليوم إنتقال البشر الى
مرحلة الرأسمالية جعلت أن يُصاغَ قانونٌ يتناسب مع المرحلة
والنظام الرأسمالي إعتبر المال قبل كل شيء ,لذلك تبدل سلوك
الناس , ولم يعدْ الإحترام أساساً لسلوك الإنسان . اليوم من يمتلك
المال يُحْترَم أكثر ممن يمتلك الثقافة والعلوم.
يولدُ الإنسانُ حراً بلا قيود وهو كالعجينة التي تستطيع تطويعها كما تشاء
والإنسانية و البراءة تُخْلَقُ معه . لكننا نحن البشر بفعل تأثرنا بطبيعة
الأنظمة السائدة والتي حولت روح النقاوة والإنسانية من الألفة والمحبة
الى نزعة حيوانية . والأوضاع الإقتصادية وشكل النظام يأخذان دوراً مهماً
في نزع روحية الإنسان .
بداية تحول الإنسان من الحالة البدائية الى نظام الأسرة كان البشر يعيشون
جماعات وينتجون سوية ويتوزعون الإنتاج حسب حاجة كل عائلة ,من هنا
أرى أن من يغير ميول المخلوقات من البساطة الى الحيلة هو النظام الإقتصادي
الذي يحدد حركة الإنسان وتوجهاته . أنظروا الى الأطفال في المدارس كيف
يتعاملون بنقاوة مع بعضم الأسود مع الأبيض والإسلامي المنشأ مع مسيحي المنشأ
نحن الذين نحرف إتجاهاتهم وقد لعب تعدد الأديان والطوائف أيضاً دوراً الى إنحراف
الأطفال عن مسار الحقيقة . اليوم أصبح المال مقياساً لشخصية الإنسان . وقد لمحتُ
في موضوعي لا خيار لنا في دروب الظلام الى ذلك ’ وفي هذا السياق إن أردنا
التوضيح أكثر نحتاج الى وقت أطول
نعيم كمو ابو نضال