همسات الليل
هدأ الكونُ وطيورٌ الليلِ بأصواتِهاِ تشدو
ونسماتُ أجنحتها ترسلُ حبي لكِ وتعدو
تفيدني أنكِ ما زلتِ فيَ والبدرُ كمُحياكِ يبدو
كأنكِ أسطورةَ حياتي يسيطرُ عليها السُهدُ
أهيمُ بلا وطنٍ أطلبُ منكِ سكناً ويدي أمدُّ
وطني في حدقاتكِ وفؤادكِ مرتعي لا يُهدُّ
إنْ غفيتُ لا تغيبي أيقظيني بيني وبينكِ عهدُ
فاضَ بي الشوقُ أغرقني شهدكِ سُكَّرَ السدُّ
أهَوَسٌ غلفني أمِ الحقيقةُ و المزح والجدُّ
تمرُّ الأيامُ والعمرُ يمضي غفلةً وأنا لها أعدُّ
أتعبني حبكِ سيدتي من ضعفيَ قوةٌ أستمدُّ
أغوصُ في عمقِ الظلامِ والعتمة معه تشتدُّ
أرمقُ أمواجَ البحرِ محتاراً بين الجزرِ والمدُّ
بيني وبينَ حبكِ ملحمةٌ في عمقِ الزمنِ تمتدُ
غفى البدرُ وأنبلجَ الشفقُ وحانَ الوقتُ والكدُّ
نامتْ طيورُ الدُجى بدأتُ لضميري أرتدُّ
جودي علىَّ نِعَمِ حنانكِ وأنتِ ممشوقةِ القدُّ
أريحيني سيدتي هل تحبيني منكِ يُرادُ الردُّ
إنْ أجبتِ نعم مرحى وإنْ لا كياني سينهدُ
أعودُ ىا بدرَ الليلِ ثانيةً أنتظرُ منكِ الردُ
أحملُ لكِ بكِلتا يديَ حزمةٌ معها العطروالوردُ
تخرجُ الآهاتُ من خافقي لا تُحصى ولا تُعَدُ
أخشى عليكِ من الفراقِ لنضعَ بيننا فصلٌ وحدُ
بعد رحيلكِ غرقتني العبراتُ حائراً ويُلطم الخدُ
قتلتني الحيرةُ وهكذا أنتِ هل للفراق نحنُ نستعدُ
عودي حبيبتي عنِ الرأي لتكوني الخصمَ والندُ
أيُرْضيكِ الفراقُ ولا ندري من منا كانَ المستبدُ
عودتيني نديمةً حاولتُ نسيانكِ ثقي أنني لن أعتدُ
نعيم كمو أبو نضال