وضاع الدليل

شاعر و كاتب

وضاع الدليل

ما بين الشروق والغروب

فسحة تسكرني

أثملُ من ثقلِ خمرِها

ومروجُ الخمائلِ تُنثرُ

غربلتِ جميلَ العباراتِ

التي أنتظرُها

لا تسْأمي كوني

في خِضمِ أريجِها

وكلماتك ِالرائعةِ

تزهو بِعِطْرِها

ولجْتِ دربَ النثرِ

بجديةٍ خميلتي الأدبيةِ

نتحاورُ في جنةٍ أنشأتُها

أ رى في عينيكِ رموشاً

كاليراع ِخُطَتْ

بالعبراتِ بديعُ نثْرِها

ليسَ كلُ من كتبَ عبّرَ

وتعبيرُ نثركِ زادني شغفاً

وحباً لمُطالعَتِها

أرى مستقبلاً وضاءاً

يلوحُ في الأفقِ

ومنَ الشمسِ

يبزغ شروقُها

لا تَتكنيْ بالغروبِ

واليأنسُ والقنوطُ

فيهِ كوني بحيرةً كبَجْعاتِها

والشمسُ عند الأصيلِ

تذرفُ دموعاً

وأنتِ غضةً لستِ حاجتَها

بحيرةٌ تحومُ فوقَها النوارسُِ

وتسبحُ البجعةُ

متراقصةً في مائِها

تعاليْ يا سيدةَ الغروبِ

نبني كوخاً قربَ البحيرةِ

نقْتنِصُ أسماكَها

نعُبُّ البحيرةَ بقاربٍ

والكواكبُ سابحةً في الفلكِ

نتَرقَبُ نورَجمالِها

كوني بلا عنينٍ

وابْعِدي الصمتَ عنكِ

بوحي ما في الفؤادِ أنتظِرُها

يقيني أنكِ دخلتِ

حديقةَ الأدبِ لا تجزعي

ثابري حواراتَكِ نسمَعُها

دوماً رسولةِ النثرِ تيقَني

أنا دائمُ الشغفِ بما تكتبينَ

أتابعُ في نشرِها

انْتظرُكِ في لحظةِ

بزوغِ الشمسِ لا تحجبُكِ السحبُ

وأنتِ ضياؤُها

العزلةُ يا عزيزتي

مقبرةُ الأدبِ

والناسُ تمشي

مترافقةً وراءَ نعشَها

نهايةُ كلامي

الطريقُ التي سِرْتِ فيها

وعرةً مُشَوَّكةً

صعبٌ ٌمسلُكها

ضاعَ الدليلُ

قدْ تندمينَ يوماً

وما مِنْ مُنقِذٍ

تصْرخينَ لا منْ يسْمَعُها

كنتُ أحومُ بجَناحيْنٍ

واليومُ مُنْفرِداً أبحثُ

عنْ جناحٍ لجثتي يرمِمُها

في الختامِ أكتبُ إليكِ

معاتباً من حِرْصي

على صديقةٍ قدْ فقدْتُها

نعيمْ كَمّو أبو نضالْ

» وضاع الدليل
» وضاع الدليل
» وضاع الدليل
» وضاع الدليل