غزلٌ بين البدر والشمس
غزلٌ بين البدر والشمس
كنتُ أظنُ أنَّ الشهدَ من فمكِ ينسكب ُ
وفي كأسيَ الفارغ تُعتصرُ عناقيدُ العنبُ
أرتشفُ كماً قليلاً منه تغدو عينايا تشرئبُ
أرمقُ عينيكِ ورموشكِ سهم نحوي والهدبُ
تُسْحِرُني عيناكِ الثاقبةُ عينايا بها تتعجبُ
صوتكِ الداوي يُشجيني وفي قلبي اللهبُ
كمْ حسبتُ الأيامَ تستمرُ والحبُ والعتبُ
بيني وبينكِ عهدٌ مُوثقٌ أنتِ كنتِ السببُ
رغبتُ حِفْظَ العهدِ وضميري مني لا يُجْتنبُ
أيتها الشمسُ اللاهبةُ غيّبتْك ِدكناء السحبُ
منحتكِ عواطفي وأنتِ منها منْ تنسحبُ
ما للحمائم تدنو مني وأنا منها لا أقتربُ
يُعاتبني البعضُ منهنَّ وأنا أحاسبُ وأتعجبُ
السيرُ في دربكِ سئمتُهُ قررتُ لليراع أتنكبُ
أسطرُ ذكرياتي بشهدكِ مناكي ليَ الطنبُ
خففي اللهب َفي كوخي تجمعتْ كلُ الكتبُ
حلوُ أيامي معكِ تركْتُها وعصير العنب أشربُ
عشقتِ أفكاري سحْراً وأنا دوماً لردودكِ أترقبُ
من خلفِ نافذتي أرى الثلجَ يُنثر أكواماً تتركبُ
عقلي سائحٌ في الدجى وخيوطُ الفجرِ تتأهبُ
أنتظرُ شروقَ الشمسِ ِ تدنو مني للدفْ تقتربُ
أبتغي لها الهدوءَ وهي تبتغي ليَ الصخبُ
تعالي أيتها الشمس دفيني ضياؤكِ ينحجبُ
محتاجٌ للدفء بين يديكِ من حنانكِ أكتسبُ
أشتاقُ إليك ِ وغيابُ أيامك ِعني لا تُحْتسبُ
يا طيورَالليل ِناشديها بأنغامكِ كيْ لا تتعصبُ
ستخسرينني ولنْ تجدي من في ناركِ يلتهبُ
لا تحسبي الأيام ماكثةٌ إقترب ِوالأيامُ قد تذهبُ
العنادُ لايجدي من يحتويه الناسُ عنه تنأى تتجنّبُ
كنتُ أظنُ شمسي الحمى وهناكَ شموسٌ تتطلبُ
فيهمُ القُبَّحُ وعواهرُ الليل ِوفيهمُ منْ للحنانِ تَهِبُ
لنْ تغدرُني الشمسُ أنا والأرض ُمنها واليها ننتسبُ
أنتظرُ الظلامَ لتختفي وأنا البدرُ نوري لليل ِ أهبُ
في النهار تُضيئني وأنا في الليلِ ِ أنيرُ وأواكبُ
لا تدعي نارك ِ تحرقني وأنت ِ أنتِ من ستنتحبُ
سأغادرُ مجرتكِ إمْ آجلاً أو ْعاجلاًَ لغيركِ أنتسبُ
ما أكثر َ الكواكبَ مستقري بينها ودونها الندبُ
لستُ ناوٍ المغادرة ََبعنادكِ الأمور قد تهوي تنقلبُ
وإن خفت ناركِ سأعتمدُ الدفءَ ويُشْعلُ الحطبُ
نعيم كمو أبو نضال .