ذكريات لن تُمْحى
من جوفِ السماءِ
هبطتْ نجمة ٌليستْ سواكِ
...
اخْترتُكِ من بين
جميع ِ أصناف ِ الأفلاكِ
لم أدرِ أنَّ كمٌ
من الناس ِ سائرونَ وراكِ
وقفتُ ولهاً أرمقُها
ذُهِلْتُ عجباً دونَ حراكِ
احْتوتْني صيداُ في
شبكتِها غدوتُ كالأسماكِ
جذبتني رمقتُها سألتُها
لِمَ اخْترتيني ما دهاكِ
بادرْتْها فاتحْتُها هلْ
تبغينَ أدخلُ مُكبلاً دنياكِ
بدأتْ حكايتَها قلتُ
أنا من رَضِيَ فاصْطفاكِ
عودتيني أُمَتِعُ ناظري
تائهاً بعينيكِ برؤياكِ
وجهُ براءة ٍتبدو
واضحةٌ تلمعُ في مُحياكِ
تعاقبتِ الأيامُ لم أدَعْ
نفسي تُبارِحُ وتسلاكِ
أنتِ هناكَ وأنا هنا
لارابط َبيننا سوى الأسلاكِ
. كم توالتِ الأيامُ والليالي
أنتِ دوني وأنا بلاكِ
اقْتحمتُ حصنكِ مجازفاً
عذراً منكِ دونَ رضاكِ
لم أحسْبْ أنَّ اقْتِحامي
يؤدي بمصيري للهلاكِ
روَّضتُ نفسي أنا وهي
قد حزمنا رأينا اخْترناكِ
تثاءبتْ برزتْ لآليءٌ
سألتُها هل تنظفينها بالسيواكِ
أم أنها ماسٌ ُسُبِكَتْ
خِصيصاً لك ِ بيدِ أمهرِ سباكِ
وجهكِ أسنانكِ أخلاقكِ
كلكِ الكلُ يقولُ ما أحلاكِ
مضتْ شهورٌ وأيامٌ
أعاني من الوحدةِ دونَ أنْ أراكِ
تكلمي ردي عبِّري قولي
أنتِ أملي وعمري إفْغري فاكِ
دنتِ الأيامُ واقْتربتْ
ساعاتً الصبابةِ في موعدِ لقياكِ
شرعتُ أُجهزُ نفسي
لأحتفي بعامينِ مرَّتا على ذكراكِ
اخْتاري مابينَ وجودكِ
في خميلتي أو اصْعدي لسماكِ
تعدو الأيامُ متراكضة ٌ
لم أحظ َمنكِ رنينٌ ما عساكِ
إنِ اخْترتِ الرحيلَ سأختارُ
ديراً للعيشِ سوية َ النساكِ
قرارٌ قطعيٌ قد يُدْمي قلبي
ويجرَحُني لا يحتاجُ للإرتباكِ
وردتي الحمراءَ زهرةٌ
إخترتُ الفراغَ حياتي كلها فداكِ
سأبقي جزءاً من شخصكِ زهرةٌ
في ربيع ِعطركِ وشذاكِ
نعيم كمو أبو نضال