المنبر الحر / الدولة الوطنية
« في: 23:50 30/08/2011 »
كي نصل لصلب الموضوع لابد أن نتعرض ولو بإيجاز لعوامل تكوين الدوله والأسس
...
التي تقوم عليها بدءاً من عناصر تكوين القومية ثم عناصر تكوين الأمة
بالنسبة للدولة .نستطيع القول وبالإستناد لمراجع متعددة وباجتهادنا الخاص أن الدولة مرت بعدة مراحل التكوين بدءاً من تطور الإنتاج واسلوب الإنتاج والعوامل التي أدت لزيادة الإنتاج بفعل تمركز إنتاج الخيرات المادية لدى الفئات المسيطرة على قوى الإنتاج من عمال وأدوات مما دفع مالكي الإنتاج ووسائله للحفاظ على مقتنياتهم إلى تكوين بعض أشكال من الحرس لحمايته ثم تطورت إلى هذا الشكل الذي نراه اليوم
وانتقلت هذه الأساليب إلى مختلف مواقع انتاج الشعوب .بذلك بدأت أولى أشكال تواجد التجمع القومي للشعوب . وبحكم صلة القرابه والأرض والتاريخ المشترك والشعور المشترك تكونت القوميات ثم تحولت تدريجياً إلى سيطرة مالكي الإنتاج على وسائل الدولة لحماية مصالحها بذلك تكونت الدولة الحديثة بكل مفاصل أجهزتها .
وبفعل تراكم الإنتاج في يد شعب معين في أرضٍ معينة تكونت نماذج من الدولة القومية . وبرزت بعدها التصورات الدينية وتشكيل الهيئات المكونة لها سيطرت الأفكار الدينية على أجهزة الدولة
ودامت هذه النماذج من الدول الدينية مئات السنين ثم تعرضت للإنشقاقات بسبب تعدد الإجتهاد المبدأي وعبر مراحل من الزمن تفككت الدول الدينية وفشلت بتقديم نموذج متطوراً من أساليب الإنتاج ومن خلال الصراع بين التيارات الدينية برزت أفكار حديثة تعتمد الأسلوب العلمي للإنتاج ودامت هذه الأشكال من الدول مئات السنين ومن خلال تعدد الأجناس والشعوب ضمن الدولة الواحدة برز الصراع القومي بين الأمم مما تطلب التفكير بتكوين تجمعات من أصول واحدة إلى اشكال متعددة من الإتحادات والوحدات القومية
ومن خلال سيطرة بعض الدول على الشعوب الأخرى وفرض الشعور الديني والقومي عليها أدى إلى صراع بين الشعوب المغلوبة والغالبة وبدأت الأمة التي غزت الشعوب الأخرى للحفاظ على ملكيتها إلى اللجوء لتكوين أتحادات ووحدات قومية ومن خلال التجارب التاريخية فشلت جميع هذه الوحدات والإتحادات وكلنا نعلم فشل الإتحاد العربي بين العراق وسوريا والسودان ومصر وبين سوريا ومصر وإلى آخره. بذلك بدأ التآكل في الفكر القومي والصراع بين القوميات المملوكة وهنا أذكر بفشل الوحدة بين مصر وسوريا لانعدام شروط التواجد القومي مما أدى إلى فشل فكرة الوحدة العربية كما فشلت أفكار تكوين الدول الدينية أمثال الأمة الإسلامية والعربية وغيرها وهذا ينسحب على جميع الأمم والقوميات
مما أدى لبروز دور الدولة الوطنية وهو أرقى أشكال الدول الحديثة
لذا علينا أن نعتمد أسلوب تعزيز الشعور الوطني الذي بدأ ت الشعوب تعتمده . ويجب أن تتوفر عوامل الحفاظ على الدولة الوطنية وضع دساتير تتضمن حرية الفرد واحترام الفكر والتجمعات الدينية والأتنية لتعزيز دورر الدولة الوطنية وألا يكون هناك تمييز بين المواطنين وأن يتضمن الدستور حماية الجميع وتحت سقف الوطن الواحد وألا يكون هناك مواطنون من الدرجة الأولى والكل سواسية أمام الدستور
والشكل الوحيد لانتصار الدولة الوطنية أن تتوفر الحريات العامة واعتماد اسلوب اختيار قيادات الدولة عبر مراكز الإقتراع وعدم احتكار السلطة وعدم التمييز بين المواطنين لاختيار مراكز المسؤلية في الدولة بدءاً من الرئاسة إلى أدنى وظيفة وعدم تحديد الدين أو القومية في اختيار المراكز
بهذا نكون قد تجاوزنا الأزمات في الدولة الوطنية والإرتفاع بها إلى مصاف الدول المتحضرة
نعيم كم أبو نضال