عجيبة أنت ِ
توالتِ الأيامُ محتاراً
أتساءلُ لِمَ الغيابُ عن السببِ
طالَ غيابُكِ كثيراً بلا عذرٍ
تهيجتُ حتى اشتاطَ غضبي
أكتبُ إليكِ يائساً ومقنوطاً
بحثتُ كثيراً وازدادَ عتبي
كلما ابتعدتِ عني صدقيني
يزدادُ شغفي ويكثرُ مطلبي
قلنا أنكِ الشمسُ مقدسةً
ومُشِعةً وعني لاتحتجبي
سلكتُ جميعَ الطرقِ
تائهاً لم أدرِ أينَ سيكونُ دربي
إن اختلفنا بالعقائدِ هذا
أمرٌ تأكدي قد أغيرُ مذهبي
هذا سلوكُ المتحضرينَ
ما الفرقُ بيننا لا تستغربي
قلتُ دربكِ طويلاً بحثتُ
حتى كادَ أن يسقطُ هدبي
واعتصمتُ في الدروبِ حائراً
حتى ظِلها باتَ مُنتسبي
أتدرينَ ما أُعْجبتُ به منكِ
كان إبداعكِ النصُّ الأدبِ
أما الردودُ لا تسألي قد
سحرتني هل ستستغربي
كتبت كثيراً عنكِ وتوسعتُ
حتى بُتِّ جزءاً من كتبي
ترصعتِ الحروفُ منتظمةً
تحولتْ من رصاصٍ لذهبِ
تقولينَ لا أحبكَ في كل شيءٍ
صادقة إلاّ بهذا تكذبي
تعبَ المشوارُ عزيزتي
وأثقلَ حبكِ كاهلي وكلَّ منكبي
أسكرتني الأيامُ وظلمتكِ
واستقيتُ منكِ عصير العنبِ
وإن عاكسني الحظ بلقياكِ
قولي إلى أين ستذهبي
في الصباح أشربُ فنجانَ قهوتي
وأنتِ فنجانكِ تقلبي
تبحثين عني بين شُعبِ
حثالةِ القهوةِ ساعيةٌ إشربي
وأنا استدعيتُ بصارةً
فتحتْ كفي وقالتْ دونها المقتربِ
عزيزتي ماذا أقولُ لكِ
غيابكِ أشعلتِ مهجتي باللهبِ
وارتجفَ جسدي وفقدتُ قوتي
أمستْ ناري من لهيبِ الحطبِ
البعضُ يفكرُ انسقتُ بعيداً
وتحولَ حبي كانه حبُ صبي
لكنَ الحبُ ليس له عمراً
يفاجئنا حتى لو كانا أمي وأبي
أظلُ منتظراً تثملني ذكراكِ
وأرفعُ كاسكِ عالياً في الطربِ
نعيم كمو أبونضال