دفعني فراغي أن أبحث عما يسده
, تهُتُ بين غياهب الأفكار لاأدري أين ألِج نفسي
, تراءت لي خيالات تدور حولي أحاول التملص منها لاجدوى من ذلك
, وأنا شارد أطفو فوق موج التأملات
,لاحت من بعيد سحابة تتموج متفرقة ,بتُّ أرنو اليها
,لاح كوكب يشع صبحاً ومساءاً أدركت أنه كوكب الزهرة الذي أعتدت اتسامر معه
, وليتني لم أُعوِدْ نفسي
وأدمنت في التمتع بمحاكاته
,تارة يغرب وطوراً يبص ُ
, جعلته صديقاً فوق العادة
ومطلق الصلاحية يتصرف بمشاعري دون إستئذان
. دارت الأيام
وتتالت الساعات
وأنا جُدْتُ بما لديَ من مكنونات
وبحت بما أملك من مودة
وكشفت جميع أوراقي
وجفَّ مدادي
وانكسر يراعي
وضحُل َ فكري
, لم أبق ِ جذراً لإعادة تجديد النمو
. لم أدر ِ أن الصدق يوماً
سيتعرى من مضمونه
وأن الضمير الحي سيخسر الرهان
. كنت أعلم
أن سلوك الدرب الشائك
سيدمي ليس قدمي َّ
بل قلبي أيضاُ
.تابعت الدرب رغم المصاعب
, لكن الغريب في الأمر
أن المرء عندما يصل الى منعطف خطير
عليه الترصد
, أما الكوكب يومٌ يبرق
ويومٌ يغرق
ويوم يبتسم وآخر يقطب حاجبيه
, حولني كسماكٍ
تراوغه السمكة تاكل الطُعْمَ
, مدمن المخدرات
له علاج
جميع الداء ات ِ لها علاج
الأ داء السقوط في شبكة الحب العنيف والمشوك
, جعلت الكوكب هدفي
أغازله لإخرج ما يغزو أفكاري
. وحولته نديمي
نتحاصص الكلمات المنمقة
. مشيت ُ
ومشيتُ
وتحملت ما لا يتحمله تائه في الدروب
. والآن وصلت الى حد الخروج من النفق المروع
. خرجت حاملاً نفسي
عاري الأفكار
فاقد الإبصار
وأظن أنها نهاية رحلة المدار
وطويت صفحة ضبابية في حياتي
. وسأحرق الشوق
وأجزُّ العشق
وأبقي بصيصاً
لعل الدفءُ من خلاله يتوهج الحنين مجدداً
نعيم كمو أبو نضال